broonzeia
جنسے : مُشارڪاتے : 69 نقاطے : 132
| موضوع: {{ روايه يوم واحد }} ... السبت يوليو 23, 2011 12:21 pm | |
| ملاحظة :إنني قليلا ما حاولت كتابة القصص ,لذا فإني بحاجة إلى وضع الملاحظات لاستفاد منها وأحسن أخطائي وإنني شاكر لكل من وضع ردا على مواضيعي . رواية يوم واحد هذه القصة كل أحداثها تدور في يوم واحد ,إنها قصة جماعة في ذلك اليوم ,لكنها في الحقيقة رواية بسبب كثرة أحداثها على الرغم من قصرها ,فإن أحداثها كثيرة ليست ككل قصة . الرجل الأول :في ليلة ذلك اليوم ,كنت أعيش كابوسا ,كل الأحداث كانت مخيفة ومهولة ,لم أر حلما قط أكثر إخافة منه ,كان حلما عجيبا ,كنت مستغربا منه ,انتظر نهايته على أحر من الجمر ,وفجأة ينتهي ذلك الكابوس المروع بصوت مدوي ,أشبه بصوت صفارة الحرب ,إستيقظت مسرعا فرأيت مدينتنا قد تحولت لحطام وفتات , وقد تشبع الهواء بالدخان ,فإني لا أكاد أرى الشمس ,ولا أعرف هل هو ليل أم نهار ,أخذت أمشي كثيرا وليست لدي أدنى فكرة عما يحصل ,لا أدري ما الذي أرى من حولي ,وبقيت على تلك الحال بضع ساعات ,لكنني أشعر بأن هذه الساعات كل واحدة منها تعادل عامين أو ثلاثة أو أربعة ! ,ثم رأيت من بعيد قومي يتجمعون حول شيء ما ,وعندما وصلت فإذا بي أرى الخلق مجتمعين بأعداد هائلة حتى أنني لا أرى نهاية لرؤوسهم ,وفي نفس الوقت أشاهد الملايين من الأعداد تمشي خلفي , وكذلك بقيت مدة من الزمن لا أعرف شيئا عما يحصل ,ليست لدي أدنى فكرة حتى جائني شيء يطير ,وكأنه طائر لكنه مخيف ,وقال لي :أنت في يوم الحساب ,فقلت : نعم ... ,لقد تذكرت ... ,هذا اليوم الذي أُخبرنا به من قبل ,لكن متى ؟ ,لا أذكر متى أُخبرنا به ؟؟ ,وكل إنسان تمت مسائلته ,حتى وصلت إلى مكان الحساب ,فأخذ قلبي ينبض بشدة وظننت أن صدري سينفجر ويخرج منه قلبي لشدة نبضاته وسرعتها , وكلما اقترب وقت مسائلتي زادت سرعة دقات قلبي ,وعند وصولي زجرني الملائكة وقالوا لي لقد ظللت عن الهدى والإيمان ,ولم تعمل صالحا ,وفتحوا كتابي فقالوا لي لقد فعلت كذا وكذا ,من أول عمري حتى آخره ,فقلت لم أفعل هذا فقالت لي يدي :بلى لقد فعلت ,وقلت لم أسمع بهذا :فقال لي النبي وبعض الصالحين و الملائكة بصوت واحد :بلى لقد أخبرناك به ,ثم قالت نفسي : لقد أخبرتك به !, ثم قيل لي أن أقف في مكان ما ,حتى انتهت محاسبة الخلق ,ثم قيل لي قف مع أمتك , فوقفت مع أمتي وقومي ,وخرج رجل نعرفه جميعا وقال لنا _يعني أنا وقومي_ : ألم أدعوكم إلى الجهاد في سبيل الله والوقوف بوجه الظالم ثم خذلتموني ولم تتبعوني جميعكم ؟ ,قلنا جميعا :بلى ,ثم خرج مثله عدد من الأفراد وحصل ما حصل , وهكذا كل أمة حصل لها حساب ,ثم قيل لنا أن ندخل واد مظلم ,فدخلناه ,فوقعنا في أرض تلتهب وتشتعل ,واحترقنا . في البداية كان الرجل جاهلا لا يعرف شيئا مما يدور حوله لأنه في الدنيا قضى مدة طويلة من الزمن كالأعمى ,لا يعي الهدف من حياته ,يجهل أمور الدين ,غير متيقن بالآخرة ,وكلما طالت مدة عدم وعيه في الدنيا تطول مدة جهله وعدم وعيه في يوم القيامة ,أما وصوله للحساب في يوم القيامة فيعني إلقاء الحجة عليه في الدنيا ,قد يتأجل حسابه بسبب عدم وعيه ,أما خوفه فسببه أنه كان لا يخاف الله تعالى في الدنيا ,أما عدم ذهابه مباشرة إلى جهنم بعد محاسبته فسببه أن هنالك حساب للأمم ليس فقط للأفراد في الآخرة ,وتحاسب الأمة كأنها فردا واحدا ,ويشهد على الأمة أفراد منها ,أي أعضاء منها ,مثلما تشهد على الفرد الواحد بعض أعضاؤه ,أما دخوله جهنم فيقابله في الدنيا دخول العذاب القلبي ,وتعذيب الجوارح بمعصية الله من خلالها ,ففي الدنيا عندما يدفع الإنسان جوارحه إلى المعصية فإنه في الحقيقة يعذبها ,وهذا العذاب يكون ظاهريا وواضحا في الآخرة عندما تحترق جوارحه ,فالإنسان هو الذي يعذب نفسه في جهنم . الرجل الثاني :أنا الآخر كنت أعيش كابوسا أيضا ,وعندما سمعت الصيحة وخرجت لأرى ما حدث وجدت نفسي أعمى ,لم أتمكن من رؤية شيء ,وحدث معي ما حدث مع الرجل السابق إلا أن الفرق هو أنني كنت أعمى ,وقد سألت الله جل وعلا : ربّ لِم حشرتني أعمى وقَد كنت بصيرا؟ فقيل لي: كَذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى ,ثم قيل لي :كم لبثت في الدنيا ؟ ,فأردت أن أحصر ذهني ,فلم يحضر بالي من الدنيا سوى يوم أو بعض يوم . لقد حُشر هذا الإنسان أعمى لأن قلبه كان في الدنيا أعمى ,أما في الآخرة فيكون أعمى ظاهريا وبصورة واضحة ,لأن الآخرة تع** الأمور بوضوح ,وهنالك أناس يعيشون مدة من الزمن لا يعون شيئا مما يدور حولهم في الدنيا ثم يدركون ذلك وتنكشف لهم الحقائق ,لكن هنالك من هو حتى آخر لحظة لا يعي شيئا ,وعلى قلبه حجاب ,لأن كل همه الدنيا ,فكما أن في الدنيا يغطي قلبه حجاب ,ففي الآخرة يكون أعمى ,لا يرى شيئا مما يراه الخلق . الرجل الثالث :في ليلة ذلك اليوم ,كنت أشاهد حلما جميلا ورائعا ,وعندما سمعت الصيحة مضيتُ قليلا إلى الأمام وقلت :نعم ..هذا يوم الدين .. هذا اليوم تجزى كل نفس ما **بت وهم لا يظلمون ,ورأيت غمامة من النور حولي ,لم أعرف ما هي , وكل شيء كنت أراه بوضوح ,وكانت الملائكة تستقبلني بابتسامة وتبشرني وتسلم عليّ ,وفي الحساب ,قلت للملائكة بفخر وشجاعة وأمان :هاؤم اقرؤا كتابيه ,لأنني أتباهى بما في كتابي ,وقبل دخولي الجنة وقفت مع أمتي ,وقيل لي أخرج وأشهد على أمتك بأنك قد ألقيت الحجة عليها في الدنيا ,ففعلت ذلك ,ثم دخلت الجنة , ولم أر ما يشابهها في الدنيا ,لكنني كنت أشعر بها في قلبي سابقا ,ولذا فإني أشعر بأنني قد دخلتها من قبل ,وليست أول مرة أدخلها . أما وعي هذا الإنسان السريع بأن ذلك هو يوم الحساب ,فسببه وعيه المبكر في الحياة الدنيا ,وتوجهه نحو الدين والاستقامة بوعي وادراك وبصيرة حيث أنه مضلا على بصيرة من أمره منذ طفولته, أما غمامة النور فهي أعماله الصالحة و إيمانه ,أما أمانه فسببه هو خوفه من الله عز وجل ومن يوم القيامة في الدنيا ,فكلما كان خوفه منها أكثر في الدنيا كان أمانه يوم القيامة أكثر ,وأما دخوله الجنة فيقابله دخوله على الطريق المستقيم في الدنيا ,فقد كان يعيش الجنة بقلبه ,والآن تمثل أمامه ما كان بقلبه ,ولهذا يشعر بأنه لم يدخلها أول مرة ,أما شهادته على قومه فسببه أنه كان يلقي الحجة على أمته في الدنيا . الرجل الرابع :حدث معي ما حدث مع الرجل السابق ,مع فرق واحد ,هو أنني عندما قمت لم أعرف أنني في يوم القيامة إلا بعد زمن طويل ,لكن على الرغم من ذلك فإنني عندما قمت من لحدي قد كانت حولي غمامة من النور ,وفي نفس الوقت كنت لا أعي أنني في يوم القيامة وأنظر إلى غمامة النور والرحمة . السبب في ذلك هو أن الرجل توجه إلى الإستقامة منذ نعومة أظفاره لكن دون وعي ,وفي مرحلة لاحقة من حياته اشتعل في قلبه الوعي والمعرفة ونور البصيرة ,وتلك الغمامة كان سببها الإستقامة ,وهنالك من يعرف بأن هذا يوم القيامة قبل أن تتولد حوله غمامة النور ,لأنه في الدنيا تولد لديه الوعي قبل الهداية والإستقامة . الرجل الخامس:ما حدث معي نفس ما حدث مع الرجل الأول ,فإنني من أصحاب النار ,مع فرق واحد ,وهو أنني عندما قمت من قبري كان هنالك حمل ثقيل على أكتافي ,مربوطا بأكتافي بوساطة سلاسل حديد ثقيلة بقي معي في يوم القيامة ,وحتى في جهنم كان على ظهري ,وكانت تلك السلاسل تؤذي أكتافي . السبب هو أن هذا الرجل أعطاه الله جل وعلا عقلية فذة ,وبصيرة حادة ,ومنحه ظروفا هادئة ,ومعيشة مريحة ,كل ذلك من أجل أن ينفع قومه من خلال عقليته وعلمه وبصيرته ,لكنه رمى تلك المسؤولية الثقيلة عرض الجدار ,ولم يعرف أنها ستكون حملا يثقل كاحليه في الآخرة ,مثلما كانت مسؤولية كبيرة في الدنيا . وهذه هي قصة البشرية ,وهكذا هو مدى الترابط والصلة بين ما يجري في الدنيا على الإنسان ,وما يجري عليه في يوم القيامة وما بعد ذلك اليوم .
| |
|